أسماء عائلات تعود إلى مختلف البلدان
مصر معروفة من قبل، وبحكم الثقافات التي توالت عليها بفعل تعاقب المحتلين والمهاجرين والباحثين عن عمل، بالانفتاح على الأسماء الأجنبية، لكنها لا تتركها على حالها، إنما تصهرها وتعيد سبكها ودمجها في اللغة العربية، سواء كانت أسماء أشخاص أو أشياء أو صفات أو طقوسًا.
فوجدنا على سبيل المثال أسماء عائلات تعود إلى مختلف البلدان، بعضها لاسم البلد كله مثل "العراقي" و"المغربي" و"الجزائري" و"الشامي"، وبعضها لأسماء مدن في هذه البلدان، أو قبائل أو عشائر أو عائلات تاريخية شهيرة، أو حتى لمهن شهيرة.
ووجدنا عائلات مصرية تعود أسماؤها إلى وظائف مملوكية، بحكم تجذر المماليك كأسماء وطقوس ومهن وطرق إدارة وثقافة، في التربة الاجتماعية المصرية، حسبما ورد في كتاب "تراث العبيد في حكم مصر المعاصرة.. دراسة في الاجتماع التاريخي"، وهو لمؤلف مجهول، فالخميسي هو المملوك الذي اشتروه بخمسة دراهم، والعشري بعشرة دراهم، والميهي بمائة درهم، وميتكيس بمائة كيس، والدوادار هو حامل المحبرة، والخازندار هو مسؤول الخزانة، والترابي هو العبد الذي بيع صغيرًا، والخاشوقجي هو بائع الحلوى، والشوربجي هو من يوزع المرق، والخلقاني هو بائع الملابس القديمة، والدالي هو الجندي المرتزق، وزعلوك هو العبد المعيوب، والطرخان هو المقاتل الذي كبر في السن فمنح أرضًا يتعيش من ريعها. وقد أورد لويس عوض في سيرته الذاتية أوراق العمر العديد من الأسماء المصرية التي تعود إلى العصور القبطية والبيزنطية والإسلامية.
ومصر هي البلد الذي سميت بعض شوارعه بأسماء حكام من محتليه، وبعضهم ظلم شعبه، لنجد شارع "سليم الأول" وشارع "الخليفة المأمون" و"شارع المعز لدين الله الفاطمي". وهناك شوارع تسمى بأسماء بلدان عربية كشوارع "إيران" و"دمشق" و"سوريا" وميدان "لبنان"، وهناك شارع "فيصل" و"عبد العزيز آل سعود".. إلخ. وكل دولة تمكنت في حي من الأحياء وبنت فيه قصور وسرايات وبيوت وجهائها، لا تزال أسماء شوارعها وحواريها هي أسماء رجال هذه الحقبة الكبار.
تعليقات
إرسال تعليق